(ج) الضمير المستتر
الأمثلة :
أولا : 1- من اعتزَّ بغير الله ذَلّ.
2- الكلمةُ إِذا خرجتْ من القلب وَقَعت في القلب.
ثانياً : 1- إن الله يحب معالي الأمور.
2- صنائع المعروف تَقِي مَصَارعَ السوءْ.
3- من كمالِ الأدب أن توقر مَنْ فوقك وأن ترحَمَ من دونك.
ثالثاً : اتَّق الله حيثما كنتَ.
4- أَنا فتىً أَتقدَّمُ عند المَغْرم وأَعِفُّ عندَ المَغنم.
5- نحن قوم لا نأكل حتى نجوع.
الشرح :
تأمل الأفعال التي ورَدَت في الأمثلة السابقة كلها تجد أنه لم يُذْكرْ مع أي منها فاعِل ظاهِر، وأنت إذا تَدبرْتَ الأمر أدركت إن في كل منها ضميراً يدلّ علىٍ الفاعل، ولكنَّ هذا الضميرَ لم يُصَرَّح به في الكلام وإنما استتر فيه، ولهذا سمي : ضميرا مُسْتَترا.
انظر الآن إلى أفعال الطائفة الأولى من الأمثلة تجدها ماضية وتجد في الفعلين : (اعتزَ وذل) ضميرين مستترين تقديرهما (هو) يعودان على (من).
وفي الفعلين : (خرجت) و (وقعت) ضميرين مستترين تقديرهما (هي) يعودان على الكلمة، ولا يخرج تقدير الضمير المستَتِرِ في الفعل الماضي عن (هو) أو (هي).
انتقل بعد ذلك إلى أفعال الطائفة الثانية من الأمثلة تجدها مضارع، وأنْتَ إذا تأملتها وجدت أن تقدير الضمير فيها يختلف باختلاف الحرف الذي بدئ به الفعل : فالضمير المستتر في الفعل (يحب) تقديره (هو)، وفي المبدوء بتاء التأنيث مثل (تَقِي) تقديره (هي)، وفي المبدوء بتاء المخاطب مثل (توقر وترحَم)ُ، تقديره (أنت)، وفي المبدوء بهمزة المتكلم مثل (أتقدم) و (أعطف) تقديره (أنا) وفي المبدوء بالنون مثل : (نأكل ونجوع) تقديره (نحن).
انتقل الآن إلى فِعْلِ الأمر (اتق) الوارِدِ في آخر الأمثلة وتأملْهُ هو وغيرَه من أفعال الأمر تجد أن الضمير المستتر فيها تقديره (أنت) دائماً.
بقي عليك أن تعلم أن ضميرَ الغائب يستتر جوازاً لأنه يَصْلُحُ أن يحل مَحَلَّه الاسم الظاهر فتقول : (خالد نجح) كما تقول : (نجح خالد).
وأن ضميرَ المتكلم والمخاطب يستترُ وجوباً لأنه لا يصلح أن يحل محله الاسم الظاهر.
القواعد
1- الضمير المستتر: هو ضميرٌ يقدَّر في الفعل، ولا يظهر في اللفظ.
2- يكون تقدير الضمير المستتر في الفعل الماضي (هو) أو (هي) أَما في الفعل المضارع فيختلف تقديره باختلاف حرف المضارعة الذي بُدِئ به الفعل. وأما في الأمر فيكون تقديره (أنت) دائماً.
3- يكون ضمير الغائب مستتراً جوازاً لأنه يَصْلُحُ أن يحل محلَّه الاسم الظاهر، أما ضميرُ المتكلم والمخاطب فيستتر وجوباً لأنه لا يصلح أن يحل محلَّه الاسم الظاهر.
نماذج معربة :
1- صاحِبِ الأخيارَ.
: فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسـر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديرُه (أنت).
صاحب
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
الأخيار
2- صدقة السر تُطْفِئ غضب الرَب.
: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
صدقة
: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
السر
: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمَةُ الظاهرة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود على الصدقة.
تطفئ
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
غضب
: مضاف إليه مجرور وعلامة جَره الكسرة الظًاهرة، وجملة (تطفئ غضب الرَب) في محل رفع خبرٍ للمبتدأ.
الرب
تمرينات شفوية :
1- اقرأ الوصية التالية وبين ما فيها من الضمائر المستترة واذكر محلها من الإعراب :
قال عُتبةُ بنُ أبى سُفْيانَ يوصي ولده : يا بُني نَزه سَمْعَك عن أن تَسْمَع إلى الخنا كما تنزّه لسانك عن الكلام به فان المستمعَ شريك القائل، وإن قائلَ الخنا يَنظر إلى اخبَثِ ما في وعائه فيَصبَّه في وعائك.
2- قدر الضمائرَ المستترَة فيما يأتي :
(1) قال المثنى بنُ خارجة : لأن أموت عطشاً أحب إلي من أن أخلف موعداً.
(2) لا تكن رطباً فتعصر ولا يابساً فتكسر.
(3) رُب كلمة سلبت نعمةً.
(4) من أحب الازديادَ من النعم فَليُشْكر.
3- حَول الأفعال الماضية في الجمل التالية إلى أفعال مضارعة وبين فاعل كل منها :
(1) ضَحِكَ الرَوض. (4) البلبل غرًدَ.
(2) لبيت النداء. (5) سَجَا الليلُ.
(3) أغمدنا السيوف. (6) السفينة مخرت العبابَ.
4- مَيزِ الضمائرَ المستترَة جوازاً والمستترة وجوباً فيما يأتي :
(1) كلْ مما يليك. (3) من أسدى إِليك معروفاً فكافئه.
(2) المؤمن إذا ابتلِيَ صَبر. (4) لا تَمْش في الأرض مَرَحاً.
(5) نحن نَفِيَ بالعهود.
(6) اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.
تمرينات كتابية :
1- كون جملتين تشمل إحداهما على ضميرٍ تقديره : هو والأخرى علىٍ ضمير تقديره : هي.
2- كون أربع جمل في كل منها فعلٌ مضارع مشتمل على ضميرٍ ونوع الضمائرَ.
3- كوَن ثلاث جمل في كل منها ضمير مستتر جوازاً.
4- كون ثلاث جمل في كل منها ضمير مستتر وجوباً.
5- اشرح الأبيات التالية وبين محالً الضمائِرِ المستترة فيها من الإعراب.
قال إبراهيم طوقان :
وطبيـب رأى صحيفـة وَجْهـي شاحباً لونُهـا وعـودي نحيفــا
قال لا بد من دم لك نُعطيـــه جديـداً مـلء العـروق عنيفـا
لك ما شئت - يا طبيب - ولكـن أعطِني مـن دَم يكـونُ (خـفيفا