آلة الحرب الإسرائيلية آلة مدمرة وغير إنسانية لا تراعي مواثيق أو حقوق دولية، تهدف إلى تدمير شيء في قلب كل طفل فلسطيني وفي وجدان كل أم فلسطينية.. لكنها لم تنجح في تدمير هذا الشيء وهو الانتماء لفلسطين بداخل الصغار والكبار، فنضج شخصية الكبار يجعلهم قادرين على فهم الأحداث واستيعابها مهما كانت مؤلمة، أما الصغار موضوعنا اليوم وهمنا الأكبر فهم غير مؤهلين لتحمل هذا الحجم المهول من الدمار والفقدان والصدمات والمشاهد الدامية؛ لذلك يتجسد الأمر على شخصيتهم بشكل واضح في صورة انعكاسات سلبية نفسية.. وسلوكية.. ومعرفية.
فأحداث الحرب تشكل اهتزاز الثقة بالنفس وبالآخرين للشعور بعدم الأمان والتهديد، والواقع الفلسطيني المزود بالوعي والمعرفة يساعد هؤلاء الصغار على تخطي أزمة الحرب بأمان.. لذلك سأعرض فيما يلي تلك الانعكاسات وآليات التعامل مع الطفل في ظل حدوثها:
انعكاسات نفسية وسلوكية
تتمثل في شعور الطفل بالقلق النفسي والشعور بالتهديد، سواء بالموت أو الفقدان، وهي تشكل توترا للطفل مما ينتج عنه الأعراض التالية:
- زيادة الحركة وعدم الاستقرار.
- النهم الشديد للأكل أو الابتعاد عنه.
- سرعة استثارة الأعصاب والغضب.
- شدة الحساسية وسرعة البكاء.
- مص الإصبع.
- العدوانية.
- صعوبة في النوم أو الكوابيس الليلية.
- الاكتئاب.
آليات التعامل
-توفير أجواء الأمان للأطفال وإعادة ترسيخ الشعور بالأمن والحماية بداخلهم من خلال تأمينهم بمكان بعيد قدر الإمكان عن مكان الخطر، وتهدئتهم وطمأنتهم باستمرار.
- تشجيعهم على مواصلة الأنشطة الاعتيادية اليومية وخلق البدائل لها إن لم يتمكنوا من ممارستها.
- مساعدتهمفي فهم انطباعاتهم وردود أفعالهم تجاه المواقف والخبرات الصادمة.
- التحدث معالطفل عن الأوضاع التي تخيفه.
- توجيه انتباه الطفل الخائف إلى الأطفال الآخرين الذين يتعاملون مع أحداث الصدمة بدون خوف، وذلك من خلال سرد قصص عن الأطفال في أوضاع مشابهة، وكيف تم التغلب على خوفهم.
- إتاحة المجال لتفعيل الأطفال في الأنشطة التي تواجه طاقاتهم بشكل مثمر مثل الرياضة، التعلم باللعب، لعب الأدوار، أدوار قيادية، أنشطة ذات مسئوليات، عمل ورشات رسم وتوجيه السيكودراما والدراما الإبداعية وغيرها من أساليب توجيه الأطفال.
- إشراك الطفل في أنشطة بدنية وألعاب وأغاني وتأليف قصص.
-تكليفالطفل بأعمال ومهام صغيرة لتقوية إحساسه بالكفاءة والثقة بالنفس.
- تقديم الإرشاد النفسي للمدرسين وللأسرة حول مفهوم الصدمة وأعراضها ومساعدة الطفل الذي يتعرض لها.
حتى لا يتأثروا دراسيًّا
يتسم الأطفال في ظروف الحروب والأزمات بالانشغال بأحداث دامية رغمًا عن إرادتهم والخطر هنا يحيط بتحصيلهم الدراسي، فمن أهم الانعكاسات المعرفية للطفل في ظروف الأزمات.. التشتت الذهني، كثرة السرحان، وعدم التركيز وقلة الانتباه مما يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي والنسيان.
وللتغلب على هذه الانعكاسات نقدم مجموعة من آليات الدعم النفسي التي تساعد الطفل على تخطي أزمات الحروب بما لا يؤثر بالسلب على مستواه دراسيا..
- تكثيف الأنشطة اللامنهجية في المدرسة.
- مساعدة الأسرة للطفل ومتابعته بشكل مستمر طوال العام الدراسي.
- إبعاد المدارس عن نقاط الخطر.
- توفير عنصر الحماية من خلال توفير الوقاية للطلاب كالدراسة في الصفوف الأرضية، وتوفير معدات الإسعاف والإطفاء.
- تزويد الطلاب بتعليمات التعامل مع الحدث بشكل سلس وبسيط.
- توثيق العلاقة مع الأهل والمدرسة من أجل حياة وصالح الطفل.
--------------------------------------------------------------------------------
مستشارة في صفحة معا نربي أبناءنا، وأخصائية نفسية فلسطينية متخصصة في علاج الأطفال من ويلات الحروب.